البحر الأحمر ... موارد ومساحات وفرص اقتصادية... لم تستغل جيداً
الثروة السمكية والشواطئ الساحلية من الموارد
البكر في السعودية والتى ستساهم في زيادة القوة الاقتصادية في المملكة،، ويعتبر
البحر الأحمر بالذات موردا متعدد الثروات، ولكن للأسف مازلنا نجهل حجم ثرواتنا في
البحر الأحمر، وأؤكد أننا في أمس الحاجة إلى معرفة حجم الثروات التي نملكها في
البحر الأحمر.
إن في البحر الأحمر وقبالة الساحل السعودي مئات
الجزر الطبيعية التي تظهر فوق سطح البحر ثم تختفي بسبب عوامل المد والجزر. وربما
تكون مفاجأة لنا أن نكتشف أن ثرواتنا في البحر الأحمر تتجاوز قيمة ثرواتنا
البترولية فهناك المعدن والمساحات الهائلة من الأراضي الساحلية والثروة السمكية،
وأماكن متعددة للأستزراع السمكي.
ولذلك يجب أن يحرك ملف ثرواتنا في البحر الأحمر،
وضرورة تأمين البحر الأحمر ووضع نظام لحماية سواحلنا والحرص على توقيع اتفاقيات
دولية مع جيراننا في البحر الأحمر لحماية السواحل وتقسيم الثروات، أيضا بالجامعات
السعودية يجب أن نهتم أكثر بعلوم البحار، وبالذات جامعة الملك عبدالعزيز التي أنشأت
كلية لعلوم البحار ولكن لم نسمع عن إنجازات هذه الكلية إزاء اكتشاف وتنمية مواردنا
في البحر الأحمر.
والواقع أن السعودية يجب أن تكون معنية أكثر من
أي دولة بثروات البحر الأحمر لأنها تحتل مساحة كبيرة على طول الساحل الشرقي من
العقبة حتى جازان. ولذلك فإن البحر الأحمر يعتبر ممرا استراتيجيا للسفن التي تحمل
البترول أو السفن التجارية التي توفر للمملكة السلع والخدمات الضرورية لاستمرار
مشاريع التنمية، يضاف إلى ذلك أن بعض الاكتشافات المبدئية تؤكد أن البحر الأحمر
زاخر بالثروات البترولية والمعدنية والسمكية، كذلك فإن ساحل البحر الأحمر الشرقي
يشهد في هذه الأيام أكبر مشاريع لتحلية المياه في العالم، بمعنى أن البحر الأحمر
هو المورد المائي الرئيس لسكان السعودية، فمنه يعيش الناس وعليه تقوم مشاريع الأمن
الغذائي.
إضافة إلى الثروات الطبيعية التي يزخر بها البحر
الأحمر والخليج العربي، فإن مجالات استثمارات شواطئ البحر الأحمر في مجال السياحة
لم تكتشف بعد أي هناك مساحات شاسعة من الأراضي الساحلية التى لم تستثمر جيداً
والبنية التحتية في تلك الأراضي صفر من عشرة.
إن المطلوب من المؤسسة العامة للسياحة والتراث
الوطني أن تتجه إلى تنمية الموارد السياحية على ساحل البحر الأحمر، ونؤكد مرة أخرى
أن السواحل السعودية المطلة على البحر الأحمر لا تزال بكرا، ونرجو من شركات
التطوير العقاري الكبرى ومن شركات السياحة الكبرى أن تتجه إلى هذه المنطقة البكر،
ففيها كنوز للجذب السياحي كما تتوافر في ساحل البحر الأحمر ظروف بيئية مثالية تعيش حولها وفى أعماق مياهها الكائنات
البحرية من اللافقاريات والأسماك والقشريات والرخويات، كذلك تنتشر على بعض سواحل
البحر الأحمر شجيرات المنجروف التي تجذب
حولها أنواعا كثيرة من الطيور كما تتكاثر بها السلاحف البحرية وأسماك الزينة.
وكذلك نستطيع القول إن المملكة دولة حباها الله
-سبحانه وتعالى- بالخيرات في البر والبحر والجو، ففى البر تزخر الأرض السعودية
المباركة بالبترول والمعادن والمياه، وفى الجو تقبع كنوز الطاقة الشمسية، وفى
البحر ثروات مجهولة تتجاوز كل ما نملك في الجو والبر.
أقول رغم كل هذه الإمكانات الطبيعية، فإن
سواحلنا على البحر الأحمر تخلو من مظاهر الاستغلال السياحي الأمثل، فلا توجد فنادق
فارهة ولا تقام عليها الأندية البحرية ولا تنشط رياضات الغوص والمسابقات البحرية،
وتبدو السواحل كأنها مهجورة من أي نشاط إنساني سوى الكثير من المخربين الذين
يدمرون تلك المناطق البكر.
أن الممكلة تتعرض لأزمة في الموارد لأن مواردها
فائضة ومتعددة الأنواع، وتحتاج إلى حسن الاستغلال الذي سيزيد من متانة وقوة
الاقتصاد السعودي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق